لا يخفى على أحد كم تعاني الأم في تربية أبنائها خلال مراحل حياتهم المختلفة، لكن ربما يعتقد الكثيرون أننا في زمنٍ أكثر صعوبة خاصة مع انتشار كل ما يفسد أخلاق الأبناء ويغير من طباعهم، لذا تتساءل الأمهات -خاصة الجديدات منهن- ما هي أصعب مرحلة في تربية الأطفال في زمننا هذا؟
ربما تزيد الصعوبة في حال أنَّ الأم صغيرة في السن، أو في حال بُعدها عن أقاربها أو عمّن يمكن أن يوجهها ويساعدها في تربية طفلها الأول.
كما أن سلوك الأهل في تلك المرحلة حساس جداً لأنه سينعكس عنه سلوك الطفل وتربيته وأخلاقه وطريقة تعامله مع من حوله لبقية حياته، لذلك من المهم جداً الانتباه لآليات التربية التي يتبعها الأهل خلال تلك المرحلة.
دعونا في هذا الدليل نوضح لكم متى تبدأ التربية الحقيقية للطفل، وما هي مراحل تربيته المختلفة، مع تسليط الضوء على أصعب تلك المراحل وطريقة تعامل الأهل معها بشكل سليم، وأخيراً سنشارك معكم بعض الأخطاء الشائعة التي يتبعها الأبوان في تربية أبنائهم.
متى تبدأ تربية الطفل؟
- قبل أن نوضح لكم ما هي أصعب مرحلة في تربية الأطفال دعونا نجيب عن السؤال الذي تطرحه الكثير من الأمهات ألا وهو: متى يجب أن أبدأ بتربية طفلي؟
- في الحقيقة لا يوجد عمر معين للبدء بتربية الطفل، فالتربية لا تعني فقط الأخلاق، وإنما السلوك أيضاً في كلِّ مناحي الحياة.
- ومن هذا المنطلق يُمكننا القول أن تربية الطفل تبدأ من عمر عدة أشهر وتستمر حتى بلوغه.
- فعلى سبيل المثال يُمكن تعويد الطفل بعد عمر الأربعة أشهر على النوم بمفرده، كما يجب تهيئة جو المنزل بعد عمر السبعة أشهر وجعله آمناً أمام الطفل الذي سيبدأ بالحبو واكتشاف ما حوله ثم تعلم المشي بعدها، وبذلك تعطين مساحة أكبر من الحرية للطفل لتنمية موهبة الاستكشاف لديه.
- أما بعد عمر السنة فيلاحظ أن العديد من الأطفال يبدؤون بالصراخ أو الضحك بصوتٍ مرتفع عند الذهاب لأي مكان؛ لذلك من المهم الانتباه لكيفية التعامل معهم بهدوء ومحاولة توجيههم أن هذا الأمر خاطئ، وشد انتباههم لفعل أشياء مفيدة أخرى تُلهيهم عن الصراخ أو الضحك.
مراحل تربية الأطفال

بالطبع لكل مرحلة صعوباتها، ولكن هناك ما يسمى أصعب مرحلة في تربية الأطفال نظراً لإجماع غالبية الأهل على ما يعانونه فيها من متاعب، لكن ماذا عن بقية مراحل تربية الأطفال؟
يمكننا التطرق بشكلٍ سريع إلى أشهر مراحل تربية الطفل والتي تم تقسيمها وفق ما يلي:
- المرحلة الأولى: تربية الطفل حديث الولادة، والتي يجب فيها استيعاب أنه دخل على عالم جديد، ويجب مراعاته ومعاملته بحنان كبير حتى يعتاد على صوت أمه ويهدأ معها.
- المرحلة الثانية: تربية الأطفال الرضّع تحت عمر السنة، وفي هذه المرحلة يجب أن يتم اللعب مع الطفل والتبسم له والنظر إليه بهدوء ليشعر بالأمان.
- المرحلة الثالثة: تربية الطفل في أول مشيه من عمر سنة وحتى 3 سنوات، يبدأ الطفل في هذه الفترة بتعلم الأمور الجديدة، لذلك من المهم تعريفه على أسماء الأشياء والألوان والحركات مثلاً.
- المرحلة الرابعة: تربية الأطفال تحت 5 سنوات، يقل اعتماد الطفل خلال هذا العمر على أهله، ويبدأ يبني شخصيته المستقلة، لذلك من المهم هنا إرشاده وتوجيهه ومساعدته.
- المرحلة الخامسة: تربية الطفل خلال سنواته الدراسية الأولى حتى عمر 12 سنة، يجب خلال هذه المرحلة متابعة الطفل والوقوف بجانبه في دراسته وحل مشاكله وتذكيره بواجباته وترتيب أهدافه وأولوياته وتقويم سلوكه.
- المرحلة السادسة: تربية الطفل خلال مرحلة مراهقته حتى وصوله إلى سن البلوغ 18 سنة، وهي مرحلة حساسة جداً يجب خلالها تأمين بيئة أسرية هادئة وإيجابية للطفل ودعمه وتحديد صلاحياته ومتابعته بشكلٍ دائم لإبعاده عن أي مصدر خطر أو إدمان أو أي أصدقاء سيئين، لذلك يعتبرها البعض أحياناً أصعب مرحلة في تربية الأطفال.
ما هي أصعب مرحلة في تربية الأطفال؟

- الآن وصلنا لتحديد أصعب مرحلة في تربية الأطفال، وربما تتفاوت الآراء بين العائلات المختلفة وفقاً لاختلاف تجاربها في تربية أبنائها، فمنهم من ينظر إلى مرحلة المراهقة على أنها أصعب مرحلة، ومنهم من يرى أن فترة المدرسة هي الأصعب، ومنهم من يرى أن فترة الرضاعة والمشي هي الأكثر صعوبة.
- لكن أغلب الآباء والأمهات أجمعوا أن أصعب فترة في تربية أبنائهم كانت المرحلة الخامسة التي حددناها قبل قليل والتي تشمل الأعمار من 6 وحتى 12 سنة.
- ففي هذه المرحلة يكون الطفل قد اكتسب شخصية مستقلة وظنَّ بأنه أصبح كبيراً وقادراً على اتخاذ القرارات، على الرغم من أنه بنظر والديه لازال صغيراً وقراراته ليست بالحكيمة.
- وهنا تنشأ حالة من التمرُّد على الأهل والانفعال الزائد من أجل تنفيذ ما يرغبون به دون العودة للأهل.
- طبعاً تختلف حدة الأمر حسب كل طفل، وحسب بلده وعاداته ونفسيته وثقافته ودينه، لكن يشتركون جميعاً في حالة من تطور الدماغ ونموه خلال تلك الفترة، مما يصاحبه تلك الأعراض النفسية التي تؤرق راحة الأهل وتخيفهم نوعاً ما.
- كما أن تقلباتهم العاطفية تكون معقدة بعض الشيء وقد لا يلاحظها الأهل، أو ربما لا يفهمونها، خاصة وأن الأطفال في تلك المرحلة لا يعبرون كثيراً عن احتياجاتهم كما كانوا عليه سابقاً.
- ويرى الكثيرون أن عمر الثامنة تقريباً هو أصعب تلك السنوات خلال فترة تربية الأطفال في تلك المرحلة.
“قد يهمك أيضاً: نصائح لتربية الأطفال في ظل التقنيات الحديثة“
كيف يواجه الأهل أصعب مرحلة في تربية الأطفال؟
بعد أن علمنا ما هي أصعب مرحلة في تربية الأطفال فمن المهم أن نعرف كيف يمكن أن يواجه الأهل هذه التحديات والصعوبات خلال تلك المرحلة، وذلك من خلال اتباع الإجراءات التالية:
- التواصل الفعال مع الأطفال: من المهم جداً خلال تربية الطفل في مراحلها الصعبة أن يتم التواصل معه بشكل فعال، وتخصيص وقت للاستماع إليه ومعرفة ما يواجهه من مشاكل ومساعدته في إيجاد حلول لها.
- الخروج مع الطفل في رحلات، أو للسوق، أو في أي نشاط معين.
- إشراك الطفل في بعض قرارات المنزل ومناقشته فيها لزيادة ثقته بنفسه.
- الثناء على الطفل ومدحه وتوضيح إيجابياته باستمرار لجعل شخصيته أقوى.
- الابتعاد عن الغضب والقمع فهذا من شأنه أن يضعف شخصيته أو أن يجعله أكثر تمرداً في المستقبل.
- محاولة التعاون مع المعلمين في المدرسة لتحسين سلوك الطفل ومستواه الدراسي والأخلاقي ومهاراته الاجتماعية.
الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال

هناك العديد من الأخطاء الشائعة التي يستخدمها الأهل للتعامل مع أصعب مرحلة في تربية الأطفال، وإليكم فيما يلي أبرزها لمحاولة تجنبها:
- معاملة الطفل بالعنف دوماً وخاصة في الطفولة المبكرة والمراهقة، والتي تعتبر ثاني أصعب مرحلة في تربية الأطفال.
- حرمان الطفل من حرية الاستكشاف أو اتخاذ بعض القرارات.
- المقارنة بين الطفل وطفل آخر.
- الخلاف بين الزوجين أمام الطفل.
- عدم إبداء التعاطف مع الطفل.
- توقع المثالية من الطفل، أو إعطاء أكثر مما يستطيعه.
وهكذا يا أعزائي نكون قد وصلنا معكم إلى ختام هذا الدليل الذي أوضحنا فيه ما هي أصعب مرحلة في تربية الأطفال.
كما استعرضنا معكم جميع مراحل التربية، وأبرز الأخطاء الشائعة التي يتبعها الآهل خلال تلك المرحلة.
مع توضيح أفضل الحلول التي يمكن من خلالها مواجهة مصاعب التربية في تلك الفترة.
نرجو أن تكون هذه المقالة قد أفادتكم، ولا تنسوا مشاركتها مع أصدقائكم لتعم الفائدة على الجميع.