أكثر ما يُعاني منه معظم الناس في هذه الأيام هو القلق أو كثرة التفكير في الماضي والحاضر وحتى المستقبل، وهذا ما يستنزف منهم طاقتهم بشكلٍٍ كبير، فإن كنت أحد هؤلاء الأشخاص فدعنا نوضح لك كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي.
ربما من الطبيعي في ظل الأزمات الاقتصادية والحروب والنزاعات على مستوى العالم أن يبقى الجميع في قلق مُتخبِّطاً في أفكاره السلبية، ناهيكَ طبعاً عن الأزمات والظروف الخاصة بكل شخص، ومشاكله في محيطه العائلي والوظيفي أو حتى المُجتمعي.
كل ذلك يجعل عقولنا مليئةً بالأفكار المُتضاربة وقلوبنا مليئةً بالمشاعر العشوائية المُتلاطمة، ويتركنا نعيشُ في كابوسٍ ودوَّامةٍ من الأوهام، بل ويفتح باباً كبيراً أمام شياطين الإنسِ والجن للتسلُّلِ إلى أفكارنا والوسوسةِ لنا.
لذلك كان من المهم تسليط الضوء على ماهية التفكير السلبي والأسباب المؤدية له، وتوضيح مدى أضراره الجسدية والنفسية على الإنسان، مع مقارنة ذلك بفوائد ومنافع التفكير الإيجابي والخطوات التي يمكن من خلالها تحويل التفكير السلبي إلى إيجابي بكل سهولة.
ما المقصود بالتفكير السلبي؟
بدايةً وقبل شرح كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي لا بد من توضيح مفهوم التفكير السلبي، أو ما هي الأفكار التي يُمكن أن نسميها أفكاراً سلبية من خلال النقاط التالية:
- ربما يمكننا القول بأن التفكير السلبي يشمل أي فكرة تخطر على بال الإنسان وتكون سيئة للغاية.
- أو أنه الميل للتفكير بأسوأ ما في الأمور، من حيث تضخيم المشاكل والمبالغة في المواقف.
- حيث يقع الشخص ذو التفكير السلبي بمشكلة ما فيضع فيها أسوأ السيناريوهات المحتملة ولا يتوقع نهايتها بالشكل الإيجابي أو الذي يبعث على التفاؤل.
- بالتالي فإن هذا التفكير يترك الإنسان تحت وطأة ضغوطٍ هائلة من القلق والكآبة وحتى الحزن أيضاً.
- كل ذلك يجعل التفكير السلبي مسبباً للأمراض الجسدية والنفسية، بل ويؤثر أيضاً على الظروف المعيشية لأصحابه، حيث أنهم لا يركزون على العمل في أغلب أوقاتهم.
الأسباب المؤدية للتفكير السلبي

أيضاً من المهم قبل أن نجيب عن سؤال كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي؟ أن نتطرق لأسباب هذه المشكلة والتي تجعل الشخص يفكر بسلبية دائماً، حيث أنه من المهم إيجاد علاجٍ لأي مرض، لكن الأهم قبلها هو تشخيص ذلك المرض ومعرفة أسبابه.
وإليكم فيما يلي أبرز الأسباب التي تؤدي بالشخص للتفكير السلبي:
- تعرض الشخص لمواقف عديدة فشل في تخطيها، أو لأهداف فشل في تحقيقها؛ مما يجعله يتوقع الفشل دائماً.
- مجالسة أشخاص متشائمين وسلبيين، مما ينقل هذه النظرة إلى من حولهم.
- تعرض الشخص لانتقادات كبيرة خلال مراحل حياته المختلفة سواء من أسرته أو أصدقائه أو جيرانه.
- كثرة الفراغ وعدم العمل وقلة الإنجاز تترك الشخص رهينةً للتفكير المستمر بشكل سلبي، وليس أبلغُ من قولِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نفسكَ إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية).
- المتابعة الكبيرة للأخبار والإشاعات وخاصة تلك التي يتم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي.
أضرار التفكير السلبي
بعد أن عرفنا أبرز الأسباب المؤدية لتفكير الشخص بالشكل السلبي فمن المهم أن نتعرف على أضرار هذا التفكير على صحته قبل أن نجيب عن سؤال كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي:
- يسبب التفكير السلبي الزائد عن الحد ارتفاع في معدلات ضغط الدم.
- يؤثر التفكير السلبي أيضاً على صحة الجهاز الهضمي ويزيد من معدلات تهيج القولون العصبي وقرحة المعدة.
- نتيجة التوتر يزداد معدل ضربات القلب ويزيد خطر الإصابة بالأمراض القلبية.
- قد يسبب التفكير السلبي آلاماً في أسفل الظهر بشكل مستمر نتيجة القلق والتوتر الدائم.
- يؤثر التفكير السلبي على نشاط الغدة الدرقية ويعطل من توازن هرموناتها، مما ينشأ عنه أغراض تعب وتقلب مزاج وتغير في الوزن سواء بالزيادة أو النقصان.
- التأثير على الحالة النفسية للشخص وعى علاقته بالآخرين، وربما يسبب نقص في الثقة بالنفس.
- يسبب الخوف من الفشل والانقياد لهذا الشعور مما يقلل الرغبة في خوض تجارب جديدة.
فوائد التفكير الإيجابي

على عكس ما سبق فإن للتفكير الإيجابي فوائد عديدة تقيك من المخاطر التي يسببها التفكير السلبي، لذلك كان من المهم الإجابة عن سؤال كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي؟ ولكن قبل الإجابة عنه دعونا نأخذكم في جولة نستعرض من خلالها أبرز فوائد ومنافع التفكير الإيجابي:
- أولى فوائد التفكير الإيجابي أنه يخفف من حالة التوتر والقلق التي تأتي نتيجة الأفكار السلبية.
- كما أن التفكير بإيجابية يساعد على تحمل درجات أعلى من الألم ومواجهة المواقف المختلفة.
- كذلك الأمر فإن التفكير الإيجابي يساعدك على النجاح بشكلٍ أكبر في علاقاتك الاجتماعية.
- التمتع بصحة أفضل ومقاومة أكبر للأمراض سواء القلبية أو التنفسية أو حتى السرطانات.
“اقرأ أيضاً: عادات يومية لبناء حياة إيجابية 2025“
كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي؟

والآن وصلنا إلى الفقرة المنتظرة -والتي يدور موضوع مقالتنا اليوم حولها- ألا وهي الإجابة عن سؤال كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي؟
يمكن لأي شخص التحوُّل من طريقة التفكير السلبي إلى الإيجابي والتخلص من الأفكار السوداوية التي ترافقه من خلال اتباع النصائح التالية:
1- حُسنُ الظنِّ بالله
نعم يا عزيزي بكل صدق إن حُسن الظن بالله -سُبحانه- من أهم العلاجات لأي مرض عضويٍ كان أم نفسي أم حتى اجتماعي.
ألا يكفي أنَّ كل شيءٍ بيده؟ ألا يكفي قوله: أنا عند ظنِّ عبدي بي؟
لذلك مهما واجهتَ من مصاعب أو تحديات أو مشاكل أو أمراض تذكَّر دائماً أنَّ الأمرَ بيد الله، وأنه قادرٌ على أن يُنجيك من تلك العقبات وأن يُنهي الأمر بأحسنِ شكلٍ ممكن.
وهذا الظنُّ الجميلُ بالله يدفعكُ للاستعانةِ به وللتفكير بإيجابية تجاه أي موقفٍ تمرُّ به.
وبالتأكيد فإنَّ قراءة القرآن الكريم بشكلٍ مستمر تزيد من يقينك بالله ومن حُسنِ ظنِّك به.
فإن كنت تتسائل كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي فهذا أول علاجٍ نافعٍ يُمكنك أخذه دوماً.
2- مجالسة الأشخاص المتفائلين
كما أنَّ مُجالسة المتشائمين وذوي الأفكار السلبية تنقل لك عدواهم وتجعلك متشائماً مثلهم، فإنَّ مجالسة المتفائلين وأصحاب التفكير الإيجابي تجعلك متفائلاً مثلهم أيضاً.
لذلك أكثر من مجالستهم والأخذ بآرائهم ومناقشة أفكارهم باستمرار.
3- ممارسة الأنشطة الرياضية
لا أحد يشك في مدى تأثير الرياضة بنشاطاتها المختلفة على تعديل المزاج والتخفيف من التوتر وطرد الطاقة السلبية.
لذلك كلما أحسست بتعكّر مزاجك حاول ممارسة الرياضة كالمشي أو الجري أو السباحة أو كرة القدم أو الذهاب للنادي أو أي شيء متاح أمامك.
وهذا من العلاجات المجربة والمفيدة لكل من يسأل: كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي؟
4- كتابة المواقف الإيجابية
لا ننسى الأمر الإلهي لسيدنا موسى عليه السلام بأن ينصح قومه ويُذكرهم بنعمِ الله العظيمة عليهم والمواقف التي أنجاهم منها سابقاً: (وذكِّرهم بأيام الله).
ومن هذا المنطلق أنصحك بكتابة المواقف الإيجابية التي تمر معك في وتدوينها في ملاحظاتك ومراجعتها كلما شعرت نفسك حزيناً أو متشائماً، حيث أنك ستدرك حينها أن الله سينجيك من هذا الموقف كما نجَّاك من المواقف التي مررت بها سابقاً.
5- ناقش أفكارك مع نفسك بعقلانية
من سيفهمك أكثر من نفسك؟ بالطبع لا أحد…!
لذلك حاول مناقشة أي فكرة سلبية تخطر على بالك مع نفسك لكن بعقلانية لإيجاد الحلول والمخرج منها بشكلٍ إيجابي.
أي لا يكفي أن تسأل كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي؟ وإنما لا بد لك أيضاً من مواجهة تلك الأفكار بدلاً عن الهروب منها.
6- اضحك
حاول مشاركة الآخرين في مزاحهم وضحكهم بين الحين والآخر، فمن شأن ذلك أن يخفف من توترك وقلقك تجاه الأمور المختلفة.
7- اقرأ الكتب والعبارات التحفيزية
اقرأ كتب التنمية الذاتية والعبارات المحفزة باستمرار، فمن شأنها أن تشحذ همتك وترفع من طاقتك لمواجهة الصعاب المختلفة، وحينها لن تضطر للسؤال مجدداً: كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي؟
8- تذكر أن لا شيء دائم
نعم يا عزيزي هذه حقيقة الدنيا لا شيء فيها دائم، فهما طال زمن البلاء أو المشكلة التي تواجهها فتأكد أنها ستنتهي قريباً لا محالة كما انتهت مشاكلك التي سبقتها.
إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية رحلتنا في الإجابة عن سؤال كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي؟
والتي استعرضنا فيها ماهية التفكير السلبي وأهم الأسباب المؤدية له، كما ناقشنا أبرز أضراره وقارنّاها مع فوائد ومنافع التفكير الإيجابي.
وأخيراً شاركناكم أهم النصائح التي من شأنها تحويل طريقة تفكيركم من سلبية إلى إيجابية بكل سهولة، دُمتم بخير.